اعتداءات وإهانات للمناصرين وشهادات زور لمصريين

اعتداءات وإهانات للمناصرين وشهادات زور لمصريين ضد وزراء جزائريين

كشفت الاعتداءات الهمجية للمناصرين المصريين ضد مئات الجزائريين، قبل وأثناء وبعد المقابلة أول أمس، الوجه ''البربري'' الحقيقي لمصر التي تدعي الحضارة، وبلغت درجة الحقد المصري إلى تدبير الاعتداء على الحافلة فور الوصول ثم تعمد اتهام منتخبنا وتغيير سائق الشاحنة بمخبر من الأمن للإدلاء بـ''شهادة الزور''، كل هذا وقع مقابل مجرد تنديد من الخارجية الجزائرية.
تتحمل الدبلوماسية الجزائرية المسؤولية على الأحداث التي وصفت أحيانا بـ''الإرهابية'' ضد الفريق الوطني والأنصار وكل ما هو جزائري، وموقفها المكتفي بالتنديد فتح شهية المصريين للذهاب بعيدا بالسيناريو الذي أعدوه للفوز باللقاء مهما كان الثمن. لقد تحدت السلطات المصرية الشعب الجزائري وتحدت سلطته ونظامه ووزراءه وفنانيه وصحفييه، وكان الجميع يتوقع، بعد استدعاء السفير المصري في الجزائر، اتخاذ إجراءات أقوى تحفظ كرامة الجزائريين، لكن الأمور توقفت هناك وانتهت بصور لابتسامات بين وزير الخارجية مراد مدلسي وسفيرنا عبد القادر حجار أمام أحمد أبوالغيط.
لم تكن تماما تصرفات الخارجية في مستوى الغضب الشعبي، فمصر اعتدت ثم كذبت ثم هاجمت الجزائريين وطردت الأنصار من المطار، كما يطرد المحتل ساعات الاستقلال. ولو أن العارف بمبررات دبلوماسيتنا لن يتوقع غير قولها إنها تفضل دائما ''الحكمة'' في التعامل، لكن الحدث فعلا كان أكبر، فمصر اتهمت وزير الرياضة بالاعتداء على سائق حافلة بينت الصور أنه ''شاهد زور''، والإعلام المصري استغبى شعبه وأقنعه بأن لاعبي الفريق هشموا رؤوسهم بأيديهم وكسروا حافلتهم بحجارة جلبوها من إيطاليا.. أيعقل أن تبلغ الإهانة هذه الدرجة وتكتفي الخارجية بموقفها الأول.
نقطة أخرى، أضافت للغضب الجزائري قطرة أخرى، إعلام ثقيل في مصر مارس كل الطرق لتضليل الرأي العام وتعبئة كل المصريين، وفي المقابل تلفزيون جزائري بأداء هزيل تلقى بدوره ''أوامر فوقية'' في نفس نسق موقف الخارجية لعدم التصعيد أكثر. والغريب أن صحفا جزائرية هي التي تحولت إلى موقف الرد على الاستفزاز المصري بتحويل مواقعها الإلكترونية إلى بوابة لمتابعة الصور التي التقطت للعدوان المصري، وكان يكفي للتلفزيون الجزائري التصرف في تلك الصور بعدما تحاشى كل الإعلام العربي التدخل في شأن جزائري مصري.
وبعد أن انتهت المقابلة، نقلت تقارير أخبار اعتداءات عنيفة وملاحقات خلفت إصابات خطيرة ''تحالف فيها البوليس مع المناصرين المصريين ضد الجزائريين''، ويكفي لأي مسؤول دبلوماسي أن يتنقل للمطار ويراقب مظاهر أمس، حيث بدا مناصرونا وكأنهم عادوا من حرب ، بين جرحى ومصابين ومشاهد مخزية عاشها حتى فنانونا الذين تنقلوا بكثرة إلى القاهرة. وليؤكد المصريون أننا أعداء ولسنا أشقاء، كان ممكنا أن يرشقوا جماهيرنا فقط بالحجارة، لكنهم أبلغونا رسالة أخرى لما رشقوا أنصارنا في المطار بحاويات القمامات والهراوات والأحزمة الجلدية... هذا الكلام منقول كما هو من نبض الشارع الجزائري وسؤاله: هل بقي فينا صوت للعقل بعد كل الذي حدث؟